الشاعر رأفت صدقة

 

​

أَبْنَاءٌ تَرَبَّوْا فِي بُيُوتٍ

كَأَنَّ بِهَا الحَرْبُ 

صُرَاخٌ فَشَتْمٌ فَضَرْبٌ

 لَيْسَ يُجَمِّعُهُمْ الحُبُّ

الفَقْرُ يُصَرِّعُهُمْ بِالقُوتِ

 بَيْتٌ كَأَنَّهُ بَيْتُ العَنْكَبُوتِ 

لَا وَالِدُهُمْ لِأُمِّهِمْ يَحْتَرِمُ

فَالأُمُّ سَاخِرَةٌ تُجِيبُهُ

ثُمَّ تُوَجِّهُ إِلَيْهُ التُّهَمُ 

وَلَا الأَبْنَاءُ يُطِيقُونَ العَمَّ

وَلَا عَمَّهُمْ وَلَّا حَتَّى خَالُهِمْ 

بِشُؤُونِهِمْ يُلِمُّ

سَمُّ حَيَاتِهِمْ كُلُّهَا فِي سَمٍّ

وَالمُخَدِّرَاتُ بَيْتٌ كَبَيْتِهِمْ

وَرَفِيقُ السُّوءِ جَاءَ مِنْهُمْ

إِذَا مِنْهُمْ اِنْتَهَى.. لِغَيْرِهِمْ اِسْتَلَمَ

يَرَوْنَ المُشَاحَنَاتِ

لِأَتْفَهَ الأَسْبَابُ

 تَجُرُّهَا العَادَاتُ

 لِأَقْبَحِ الأَلْقَابِ 

تُنَادِ الأُمُّ عَلَيْهُم

ْ يَا فِيكُمْ ضَائِعُ تَعَبِي

يُنَادِ الأَبُ عَلَيْهُم

ْ يَا جَاهِلُونَ عَلَيْكُمْ غَضَبِي

 وَبَيْنَ تِلْكَ الظُّرُوفُ

 يَضِيعُ الأَوْلَادُ فِي الحُرُوفِ 

فَيَذْهَبُ فِيهِمْ المَعْرُوفُ

مُسْتَقْبَلٌ يَظُنُّوهُ بَائِسٌ 

وَلِلسَّوَادِ بِأَعْيُنِهُمْ دَامِسٌ

وَإِنَّ حَسَبَتَهُمْ هَادِئِينَ

فَتِلْكَ مُظَاهِرُ البَالِغِينَ

فَالطِّفْلُ يَعْمَلُ وَيَبِيعُ

فِي الأَسْوَاقِ

يَتَعَلَّمُ أَسَالِيبَ الجَمِيعِ

 وَالبِنْتُ تَجْرِي عَلَيْهُمْ 

كَأَنَهَا فِي سِبَاقٍ

 وَالعَائِلَةُ شَيْئًا فَشَيْئًا تُضَيِّعُ

 وَلَا يَذْهَبُونَ لِلمَدَارِسِ 

آنٌ ذَاكَ ..إِلَّا لِلعِرَاكِ

وَسَبَّبَ هَذَا الَّذِي سَبَقَ

مِنْ اِلَهِمْ وَمِنَّةُ القَلِقِ

 اِبْتِعَادُهِمْ عَنْ تَأْمِينِ

حَيَاتُهِمْ بِوَازِعِ الدِّينِ

وَقَطْعٌ دَعَمَ الأنوروى

 يَزِيدُ خَرَابَ البُيُوتِ

فَتَتَمَنَّى الأُسَرُ لَوْ أَنَّهَا تَمُوتُ

وَأَبْنَاءٌ تَرَبَّوْا فِي بُيُوتٍ*

فِيهَا اِلْتَقَى فِيهَا السُّكُونُ 

بِهِمْ الرِّضَى مَسُّكُون

فَلَا صُرَاخَ وَلَا شَتْمَ

 وَلَا ضَرْبَ

 هُمْ بِالعِفَافِ يَنْعَمُون

نُفُوسُهُمْ سُكُونٌ 

نَبِيَّهُمْ أُسْوَتُهُمْ

فَإِيمَانُهُمْ بِجَعْبَتِهِمْ

يَوْمًا بِيَوْمٍ يَزْدَادُ

 وَإِذَا نَادَى عَلَيْهُمْ أَبُوهُمْ

 اِسْتَبَقَ الأَوْلَادُ

عَلَيْهِ فَمَنْ يَفُوتُ

 وَإِذَا الأُمُّ نَادَتْ عَلَيْهُمْ 

بِلْقِيسُ غَارَتُ

فَمِنْ شِدَّةِ بِرِّهِم

أُمُّهُمْ حَلَّيْتُهَا ياقوتٌ

 فَلَا أَحَدَ مِنْ الأَبْنَاءِ

فِي الطُّفُولَةِ 

أَنَامِلُهُ تَشْتَغِلُ 

وَلَا مِنْهُمْ مَنْ

 يَنْضَغِطُ بِتَفَاهَةٍ فَيَنْفَعِلُ

 وَلَا بِالمُخَدِّرَاتِ

 يَصْحَبُهُمْ الكَسَلُ

 وَلَا فِي السُّجُونِ

يَعْرِفُونَ العَمَلَ.

 (وَهَكَذَا (فِي شُغُلِ فاكهون

كَأَنَهِمُ فِي جَنَّةٍ يَعِيشُونَ 

فَلَا الأنوروى عَلَيْهُمْ تُؤَثِّرُ

وَبَيْتٌ تَأَسَّسَ عَلَى الهُدَى

 يَعِيشُ بِخَيْرِ طُولِ العُمْرِ

 إِلَيْكَ عَزِيزُي تَشْبِيهَانِ

 فَاِخْتَرْ بِعَقْلٍ وَلَا تَتَكَبَّرُ

بِغَيْرِ الرِّفَقِ لَا تستزان

 وَبِالعُنْفِ أُسْرَةٌ كَيْفَ تُدَبِّرُ

 وَقَانُونَهَا قَانُونُ غَابٍ

 لَيْسَ إِنْسَانٌ

..كَسَجَّانٍ (حَطَّهُ السَّيْلُ

(مِنْ علٍ 

​