
الشعر أبي بعد أبي

الشِّعْرُ أَبِيْ بعّدَ أبي
أحّيَانَاً أَسّأَلُ نَفّسِيْ
عَنْ نَظّمِ الشِّعْرِ
وَعَنْ هَمّسِيْ
لِمَ لَا أَتَوَقَفُ عَنّهُ
أَو مِنّهُ أَعّتَزِلُ صِدّقِيْ
كَمَ البَعّضُ يُحَاوِلُونَ
بِإعّتِزَالِهِ قَتّلـِيْ
الشِّعْرُ أَبِيْ بعد أَبِيْ
أَبِي كَمْ كَانَ يَسّنُدُنِيْ
قُدُمَاً إلَى العَلّيَاءِ يَشُدّنِيْ
نَعَمْ أَحّيَاناً يرّهِقُنِيْ
لِصَالِحِيْ فَيُحّرِجُنِيْ
ويَجّرَحُ غَيّرِي بِالّحَقِ
فَيَرّفَعُنِيْ
لَكِنّهُ يُرِيحُنِي فَيُفّرِحُنِيْ
هذا أبي..نِعّمَ المُرَبِّي
وَلَكَمْ إِفْتَقدّتُهُ
ولَكَمْ كَان
على نَسّجِ الخَيَالِ
يُشَجّعُنِي
يَحّنُوْا عَلَيَ
عِنّدَ خَسَارَتِيْ أَوْ فَوّزِيْ
إِنّهُ الّمُخّتَارُ وَإِسّمُهُ صُبّحِيْ
أَبِيْ كَانَ الّمُمَيَزُ وَجّهٌ لِمَنّطِقَتِيْ
هُوَ صَابِرٌ بَذّلٌ فِيْ الّعَطَاءِ
أَبِيْ كَشِعّريْ
وَمَهّما كَبِرّتُ
بَعّدَ مَوّتِهِ..أُحِسُ بِالّيُتّمِ
الشِّعْرُ أبي بعد أبي
وَسَامِحّنِِي أَيَآ أَبِيْ
فَغَايَتُك فِيَّ لَمْ تَتَحَقَّقْ
أَنْ أكُونَ بَيّنَ النّجُوم
وَذَالِكَ لَيّسَ يُعِيبُنِيْ
أَوَكُلّمَا نَآدَيّتُكَ
هَــلْ تــَسّمَعُنِيْ
وَلَا لِشَئٍ وَصَلّتُ بَيّــنَ
الّأمّسِ والّغَدْ
فَجَمِيعُ الطُرُقِ قُرّبِيْ مُقّفَلَةْ
وَ إِلَى الآن لَمْ
أُكّمِلْ طَرِيقِيْ بَعّدْ
حَتّىْ أَنَّنِي طُمِسّتُ فِيْ المَنّطِقَةْ
الشِّعْرُ أَبِيْ بَعّدَ أَبِيْ
أَيّهَا الأَوّرَاقُ المُتَنَاثِرَةْ
مِنَ القَصَائِدْ المُتَنَاحِرَةْ
هل هَذَا هو قَدَرِي؟؟
خَمّسَةٌ وَعُشّرُونَ عِقّدَاً
مِنْ رَسّمِ أَبّيَاتٍ لِقَوّلِيْ
رَاسِخَتَاً بِالنْجّدَينِ
وَفِيْ يَدِيْ
أَحّفَظُهَا معّظَمُهَا
فِيْ مُهجَتِيْ
عَجَباً قَضَيّتْ بِهَا
وَكَانَتْ حُلُمِيْ
حَتّى لِأَلّْفِ قَصِيدَةً نَظَمّتُ
ولَيّسَ دُنَوْنَكَ مِنْ دُورِ المَعّرِفَة
تَعّرِفُنيْ
فَالّواسِطَةُ قَدْ وَصَلَتْ
حَتّى لِلّفِكَر والأَدَبِ
مَا بَالُهُمْ.. أَفَبَعّدَ كُلِ هَذَا
يَسّخَرونَ مِنْ كُتُبِ
أَدّرِي بِأنَ مِنَ الّعِلّمَ الكَثِيرَ
يَنَقُصُنِيْ
لَكِنَ مَشَاعِرِيْ
هِيَ الّتِي تُعَبَرُ عَنّْي فَتَكّتُبُنيْ
الشِّعْرُ أَبِيْ بَعَدَ أَبِيْ
أَسْتغّفِرُ رَبّيْ
أنا لا أَنّطِقُ كَذِبَاً
بَلْ يَنّطِقُ بِالصّدق حِبَرِي
أُحَدِثُكُم وَأنَا أُقّنِعُ نَفّسِيْ
كَيْ أَتَخَلىْ
عَنِ الشِّعْرِ
و الَّذِيْ ..هُوَ نَفّسِيْ
هُوَ كأبِِي ..بَعّدَ أُمّيْ وَأَبِيْ
مَا رَأيُكُمْ فِيْ هَذَا؟؟
أَجِيْبُوهُ لِقَلَمِي
أمَا آنَ الأَوآنُ الآنَ لأَسّتَرِيحْ
فَقَدْ تَعِبّتُ
وَقَوّلُ الصِّّدْقِ أَتّعَبَنِيْ